Nuha Zurub Kawar
نهى زعرب قعوار
الصفحة الرئيسيةالسيرة الذاتيةمدوّنةأشعارمؤلفاتهااتصل بهانهى زعرب قعوار
نهى زعرب قعوار
مؤلفاتها

لتفاصيل كيفية طلب كتب المؤلفة اضغط هنا.

كتاب تاريخ الناصرة

ما ورد عن الكتاب
محتويات الكتاب
تمهيد الكتاب
مختصر من كتاب تاريخ الناصرة
احتلال اليهود لمدينة الناصرة
سياسة إسرائيل في تهويد الجليل
تاريخ الناصرة، مسيرة عبر العصور

الاهداء
أهدي كتابي هذا إلى كل محب للناصرة، وإلى جميع أهل الناصرة الذين صمدوا كالحصن الجاثم والشامخ فوق تلالها ووهادها، محافظين على ما بقي من ترابها المقدّس، وعلى كل قطرة ماء ذرفتها عين العذراء مريم وشرب منها سكان الناصرة قديما وحديثا، كما شرب منها سكان المعمورة قاطبة.
وأهدي كتابي أيضا إلى كل مغترب من الناصرة وإلى كل عربي وأجنبي يهتم بتاريخ هذه البلدة التاريخية العريقة المقدسة، وإلى كل نبتة صبر مغروسة وصامدة على أرض هذا البلد الطيّب المعطاء.
نهى زعرب قعوار

الناصرة
الناصرة بين القلب والفكر ليس لها حدود. وكلما توغلت في الكتابة، وجدت بأنني بحاجة للمزيد. فتاريخ هذه البلدة ليس له بداية ولن يكون له نهاية... لذلك... أنا بدأت.. وسأترك المجال لمن سيأتي بعدي لكي يزيد على ما كتبت...
يا بلدةٌ قبلما التاريخُ حلَّ بها
روحُ الإله تجلّى في روابيها
فأصبحتْ كالدرّةِ البيضاءِِ لامعةً
مثلَ الخميلةِ لم تُغلَق سواقيها
أحببتُ لو أنها جنّات يُبصرُها
غيري فتسلبُهُ منّي نَواصيها
كأنها معبدٌ للدينِ حَجَّ لهُ
كلُّ البريةِ دانيها وقاصيها
وكيف أُنكرُ ما تزهو به بلدي
وما لمركزِها شيءٌ يُوازيها!!
فالسلمُ رائدُها والدينُ قائدُها
والربُّ حارسُها والنبعُ راويها
كلُّ الذي راقَ لي في شكلِها حسنٌ
وأجمَلُ الأشياءِ في نظري أهاليها
فهمْ عناصرُ طيبٍ راقَ معشرُهُم
هم يزرعونَ الدّوالي كي يُريقوها
ويعصرونَ قطوفًا في سنى قَمَرٍ
فيسكرُ البدرُ عِشقًا مِنْ دواليها
ويرقدُ الطفلُ في أمنٍ وفي وَسَنٍ
في حضنِ آلهةٍ للحبِّ تحمِيها
كم ذبتُ عِشقًا لأرضٍ كدْتُ ألثِمُها
وألثمُ التاريخَ زَهوًا كي أُحييها.


المقدمة
لقد كان شعوري عندما قررتُ البدء بكتابة تاريخ الناصرة أن أعبر فقط عن الفكرة، والمكانة التاريخية لهذه البلدة العريقة، متناولة التطور التاريخي والثقافي والحياتي لكينونة وصيرورة الإنسان الواعي لكل حدث حصل ويحصل في هذا الجزء الصغير من العالم، والذي أصبح جزًا لا يتجزأ من تاريخ العالم العربي والعالم المسيحي الذي كُتب عنه الكثير بأقلام واعية، فلتاريخ الناصرة نسيج موحّد، علينا أن ندرسه بكل شوائبه وبكل أنواعه وأن نكتبه بفهم وباهتمام وبمدى تأثر بهذا التاريخ الذي يؤثر على مجتمع بأسره لأن كتابة تاريخ هذه البلدة يرفع من معنويات كل فرد يعيش على أرضها ويستنشق هواءها ويشرب من عين عذرائها، فيه خدمة ومعالجة لأبناء مجتمع وليس فقط خدمة للتاريخ الذي هو علم وفلسفة وليس مجرد سرد حكاية عفا عليها الزمن ودثَّرها وغطّاها التاريخ بغباره وبحقباته الزمنية المتعاقبة عبر العصور. فالتاريخ فنٌّ يعلّم الناس الحريّة الفكريّة لكي يقودَهم لعمليّة التحرّر الفكريّ، والتحرّر السياسيّ، والتاريخ سجلّ للصراع بين الحاكم والمحكوم كما أنه سجلّ للصراع بين الشعوب، واعادة كتابته تكون تصحيحا لمواقف أو وقائع أو تنسيقا فنيا لتاريخ منطقة ما او شعب ما، كما انه وجهة نظر للمؤلف خصوصا اذا كان من نفس المكان، فهذا ينوع الرؤيا وينوع الثقافة ويبعث وعي الأمة من ركوده وسباته لكي يخدم اهدافا معينة لمجتمع ولامة عاشت على هذا الجزء من الكرة الأرضية، متفيئة بظلال مقدساتها وتراثها واثارها وذكرياتها، واذا سالنا انفسنا، لماذا يجب علينا ان نكتب التاريخ ، نقول بان التاريخ يجب ان يكتب لأجل توثيق الحدث بأمانة بعيدا عن النظرة الفردية والنظرة الشخصية، كما يجب ان يكون بعيدا عن سلطة وتدخل الدولة حتى يثق القراء بما وثق المؤرخ خصوصاً إذا كان صاحب نقد داخلي وصاحب مبادئ، لكي يكون في كتابته عطاء وخدمة لشرعية ما يكتب عنه، خصوصاً إذا كان هذا الحدث يعني الكثير لكثيرٍ من الذين أرادوا الكشف عن الأسطورة وعن الحدث وعن الواقع في تاريخ مدينةٍ كالناصرة التي تأبى الا ان يرتبط حاضرها بماضيها، فالتاريخ يلغي الزمان، لكنه لا يلغي المكان.

ويبقى تاريخ الناصرة صفحة مرسومة في سفر التاريخ عبر كل العصور يروي حكاية الذين عاشوا والذين عبروا على هذه الارض قبلنا، باعثين التاريخ من رحم هذه الأرض لكي ينعشنا برائحة الأصالة التي دبت في اوصال بلدتنا الحبيبة، تلك البلدة التي راقبت عيون التاريخ فيها كل صغيرةٍ وكبيرة عبرت عليها فسجلتها فوق عروق الزمن لكي تبقى شاهداً على عظمة ما خرج من هذه المدينة .. الناصرة، ذات الميزة والمكانة التاريخية والدينية والعالمية الكبرى.