Nuha Zurub Kawar
نهى زعرب قعوار
الصفحة الرئيسيةالسيرة الذاتيةمدوّنةأشعارمؤلفاتهااتصل بهانهى زعرب قعوار
نهى زعرب قعوار
أشعار نهى زعرب قعوار

قائمة عناوين الأشعار المدوّنة في الموقع, حسب الترتيب الابجدي:

سوق العبيد
2009-12-20 10:04:47

سوق العبيد
عنواننا: في غزةَ...في خان يونس ... في الخليل
في القدسِ... في الأغوار... في البيتِ الحزين
يا صاحبي: دمعي ودمعُكَ توأمان
الدمعةُ الأولى بكاءٌ
يجرحُ الأحداقَ ..يفجُرُها
فيُحرَقُ في الجوانِحِ مركزان
والدمعةُ الأخرى
فراق.......
يوقظُ الأحزانَ....يقطعُنا
فَتُذرفُ دمعتان
لِمَ يا زمانَ القهرِ
ترضى أن نعيشَ بلا أمان
أحلامُنا.......
عمرٌ طويلُ الدربِ... يشطِرُنا
وينهبُ لقمةَ الأطفال منّا والمكان
ونعيشُ في سوقِ العبيد ِ....
كما نعيشُ معَ الصراع..
أيامنا شاخَت....على الطرقاتِ
في الساحاتِ ...
يرقُبُها غبارُ الصمتِ ...
تشعُر بالضياعِْ...
أحلامنا سودٌ
كلبسِ الثُكلِ ...مُغْبَرِ القناع
وكمثلها الأطفالُ
في وطني وفي عهد الضياع
********
عمراً لعنتُكَ....
كانَ ضوءُ الفجرِ يلقيني طريداً
وحزيناً بينَ أفواه النمور...
تتزاحمُ الأشياءُ في دربي
وفي رأسي
وفي وجعٍ تثور
والوقتُ يُشعرني بأن الحادثَ المشؤوم
منّا يقترب...
وغداً سينفذُ في جوانبنا الرصاصُ
والشمسُ تهبطُ من بعيد
فيجولُ في رأسي العذاب
الشارع المشؤومُ في نظري خراب
والقاتلُ الملعونُ يرتعُ بالمراح
ورأيتُ ظلَّ الموتِ ينهشُ في الزقاق
والناسُ....كلُّ الناسٍ
تُضرَبُ بالرصاص
والحزنُ خبرني ...
بأنَّ الخوفَ يحمِلُ في الدُنا مرَّ الفراق
ولمحتُ هيكلكِ العنيدِ
يلوحُ من بين ِ الهياكلِ كالسرابِ
فتثاقَلَت خطواتُنا...
أرسيتُ فيكَ مواجعي
وسمعتُ خطواً يقتلُ الصمتَ البعيد
فصرختُ من خوفي ...
ومن وجعي....
سَنُسجَنُ من جديد!!!!!
كم من سجينٍ صارَ رغمَ السجنِ
كالطودِ العنيد...
قد عشتُ في وطنٍٍ
يُحِبُ الزهرَ والأشعارَ
واللحنَ المغردَ والفريدْ....
ورضيتُ أحكامَ الزمان
ورضيتُ أن أرعاكَ يوماً
في أمان....
ولمستُ في جنبيكَ ...
آثارَ الهوان...
ففتحتُ جُرحاً كانَ ملتئماً.....
وسالت دمعتان....
*****
ورجعتُ عندَ الشارعِ المشؤومِ
أستعطي الجبان...
ساءلتهُ...لملمتُ من جنبيهِ
دمَّا .. خفتُ أتركُهُ...
وسالت دمعتان
فصرختُ من وجعي
ومن حزني..
وعاتبت ُ المكان
******
وذهبتُ أبحثُ عن سلام
عن أمان...
ثار المكان
ثار المكان في وجعٍ
وفي حُزنٍ وقال:
من قال أن الشارع َ المهجورَ
يعطيكَ الأمان!!!!
الشارعُ المهجورُ...
مثلُ الحزنِ..
مثلُ الوحشِ
أحقادٌ ..وذلٌ..وامتهان..
الشارعُ المهجورُ
مذبحةٌ...ومعركةُ
يموتُ الناسُ فيها
كلما عبثَ القدر
تتبعثَرُ الأشلاءُ والأحقادُ
بين جموعِها
حيرى فيأباها النظر
أفكارُها حمقاءُ
تكبو كلما سارت على دربٍ ..
فيأنفُها الغجر...
*****
أواهُ يا نكَدَ الزمان
جئنا لنبحثُ في ثنايا الأرضِ
عن عملٍ ...يخففُ جوعَنا
صرنا ضحايا يا زمان!!
صرنا ضحايا من غلام!!!
بتنا بقايا في المكان...
نسألُ الأقوامَ درعاً
نسألُ الأحداقَ دمعاً
كي نُطََّفي حزنَنا
أواه يا نكد الزمانِ
صرنا حكايا للأنام
فالشارع المعهودُ
مذبحةٌ يصيحُ بها الغلام...
ماذا سنفعلُ بالحطام؟؟
هل نجعلُ الأحقادَ تذهبُ في ثنايا عقلنا؟؟
أحلامُنا في السلمِ أفعالٌ
سقيناها فشبَّت بيننا
ودماؤنا في الشارعِ المنكودِ
نهرٌ من دماءِ المجدِ
تجري قربَنا..
****
لا تدمعي يا عينُ ...
لا..لا تدمعي
ما زلتُ أنظرُ في بقايا الشعبِ
أطفالاً ستكبرُ بيننا
وأرى طيورَ السلمِ
من وجعٍ تغني قربنا
لا تيأسي يا نفسُ...
لا...لا تيأسي
إن قامت الدنيا جميعاً ضدنا
فالطفلُ سوفَ يعيشُ مع هذا الركام
الطفلُ سوفَ يزيلُ آثارَ الحطام
لا....لن يباعَ ويشترى
في سوقِ نخاسِ الأنام...

كُتبت هذه القصيدة لذكرى العمال العرب الذين قتلوا
في عيون قارة(ريشون لتسيون) في  20\ 5\1990